مذكرات فتاة محطمة

استيقظتُ صباح يوم جميل، وتوجهتُ إلى شرفة غرفتي,
ورأيتُ شيئاً غريباً, فبدل المنازل والمباني والعمارات, كانت هناك غابة رائعة,
انطلقتُ مسرعة إليها وقد أبهرني جمالها، فالأرض مكسوة بالعشب الأخضر المنعش,
والأشجار طويلة ... عالية وكثيفة, وهناك العديد من الأزهار والورود،
اقتربتُ من هذه الورود وامتدتْ يدي- لا شعوريا- نحوها لتقطفها, ولكن.....وفجأةَ.......
انطلق صوت مزق ذلك السكون, صوتا قال لي: " لا " !!!
لم يكن الصوت قوياً جدا ولا مفزعاً، بل على العكس كان صوتا رقيقاً وناعماً جداً، ولكنه أخافني؛
لأني عندما نظرتُ حولي لم أجد أحداً وتساءلت بيني وبين نفسي ما كان ذلك الصوت؟
!! لم تدم حيرتي طويلاً إذ توصلتُ إلى نتيجة مفادها" أنني أتخيل ولا ريب"
،ولكن...ذلك الصوت عاد مرة أخرى ليقول لي:
(( أرجوكِ لا تقطفيني، لن أستطيع العيش حتى لو زرعتني مرة أخرى في مكان آخر، فأنا أنتمي لهذا المكان, فهنا ولدتُ وهنا نشأتُ وهنا سأموتُ))، سألتها بذهول" أوردةٌ تتكلم؟! " قالت لي((نعم،وأحسُ وأشعرُ أيضاً)).
يا ألهي!! المشاعر...الأحاسيس...كلمات لم أسمعها منذ زمن،
منذ أن غدر بي ورحل، منذ أن داس على قلبي وحطم حبي له ولم يبالي بالتضحيات التي قدمتها له بل اعتبرني مجرد خادمة له ليس لها لا مشاعر ولا أحاسيس خلقتُ فقط لتلبية رغباته وطلباته ...
الجميع يقول بأني أصبحتُ بلا قلب بعد غدرهِ بي ورحيله عني.
أفقتُ من أفكاري على صوت تلك الوردة الجميلة وهي تقول((أنتِ فتاة غريبة))
سألتها"لماذا؟" قالت((لأنكِ اتجهتِ إلى وردة بيضاء لتقطفيها،
أما الورد الأحمر فأنتِ لم تنظري إليه ولو حتى مجاملة له. ألا تعرفين أن اللون الأحمر يدل على الحب؟
!وكل إنسان في هذا العالم - تقريباً- يحب ويرغب بوردة حمراء ليهديها لحبيبه؟!))
أجبتها"ليس أنا؟!فقلبي محطم ولن يحب مرة أخرى! ذلك %الحب%الذي تزعمين أنه أجمل إحساس في الوجود قد تركني ورحل!ذلك &
الحب&جعل الناس ينظرون إليّ ويقولون"أنظروا إلى تلك الفتاة..إنها مجنونة#
إنها ساحرة#إنها غامضة"كلمات جارحة تقال في وجهي لتزيدني تحطيماً،
دونما أي اعتبار لمشاعري وأحاسيسي حتى أصبحتُ بلا قلب،
بلا إحساس،فلا تسأليني أرجوكِ عن ذلك $الحب$ الغادر،فأنا أكرهه من كل قلبي،
لا بل كل ذرة في قلبي وعقلي وكياني تكرهه..."
قاطعتني((لا..أرجوكِ..توقفي. رفقاً بذلك الشعور الجميل، رفقاً بذلك الإحساس النبيل، رفقاً بِــ .....)) ،
فجأة سقط حجر على رأسي؛ لأفيق من حلمي. ولا أدري أحقاً كان حلماً أم أنه كابوس...
أحقاً ما يُقال عنك أيها الحب؟!!... أحقاً أنك شعور جميل؟!!... وإحساس نبيل؟!!...
أحقاً أنك تأخذ العاشقين معك إلى عالم لا يزوره إلا العاشقون؟؟؟
إنني حقاً لا أعرف...كل ما أعرفه أنني أفقتُ من كابوس فظيع...كابوس مريع...كابوس وضيع.....
كابوس فتاة مجروحة ... وحلم فتاة محطمة ... لقد كان حقاً مجرد حلم فتاة ... وبقاياها...
بقايا فتاة مجروحة ومحطمة..... أنني حقاً بقايا فتاة مجروحة ومحطمة.....